
تعود أصول مدينة السادات إلى سبعينيات القرن الماضي، عندما قرر الرئيس الراحل محمد أنور السادات إنشاء مدينة متكاملة ضمن مشروع المدن الجديدة، وكان الهدف الأساسي أن تصبح العاصمة الإدارية لمصر، حيث كان مخططًا لها أن تحتضن مقار الحكومة والمؤسسات السيادية، لتخفيف الضغط عن القاهرة. لكن بعد اغتيال السادات عام 1981، توقف المشروع، ولم يُنفذ المخطط بالكامل، لتتحول المدينة لاحقًا إلى واحدة من أكبر المناطق الصناعية والزراعية في مصر، بفضل ما شهدته من تطورات استثمارية وتنموية ضخمة على مدار العقود الماضية
السادات.. عاصمة الغذاء المصرية الجديدة
تستهدف الدولة أن تصبح مدينة السادات عاصمة الغذاء المصرية من خلال التوسع في إنشاء مدن ومجمعات صناعية غذائية ضخمة، تستفيد من موقعها الاستراتيجي القريب من الأراضي الزراعية المستصلحة حديثًا، مما يضمن إمدادات غذائية مستدامة للصناعات الغذائية.
ويأتي هذا التوجه ضمن رؤية الدولة لتحقيق الاكتفاء الذاتي من الغذاء، وتقليل الاعتماد على الاستيراد، مع فتح أسواق تصديرية جديدة للمنتجات المصرية، خاصة في قطاعات الألبان، الحبوب، والزيوت. ومن بين أبرز المشروعات الداعمة لهذا التوجه، مدينة “مافي” للصناعات الغذائية ومجمع “سايلو فودز” العملاق، واللذان يمثلان نقلة نوعية في مجال التصنيع الغذائي في مصر.
مدينة “مافي” للصناعات الغذائية.. مركز متكامل للإنتاج والتوزيع
تعد مدينة “مافي” للصناعات الغذائية إحدى أكبر المشروعات الاستثمارية الجديدة في مدينة السادات، حيث تمثل نموذجًا متكاملًا للصناعات الغذائية الحديثة. تمتد المدينة على مساحة ضخمة، وتضم مصانع متخصصة لإنتاج الألبان، العصائر، المخبوزات، والحلويات، مع تطبيق أحدث معايير الجودة العالمية في عمليات الإنتاج.
تعمل المدينة على تعزيز الأمن الغذائي المصري من خلال تصنيع منتجات تعتمد على المواد الخام المحلية، مما يقلل الاستيراد ويوفر آلاف فرص العمل. كما يضمن موقعها في السادات سهولة الإمداد بالمحاصيل الزراعية الطازجة، مما يرفع من كفاءة الإنتاج ويوفر منتجات عالية الجودة بأسعار تنافسية، سواء للسوق المحلي أو التصدير.
مجمع “سايلو فودز”.. صرح غذائي عملاق في قلب الصحراء
يُعد مجمع “سايلو فودز” الصناعي واحدًا من أكبر المجمعات الغذائية في الشرق الأوسط، حيث يقع على مساحة 135 فدانًا بمدينة السادات، ويضم عشرة مصانع متخصصة في إنتاج الحبوب، المخبوزات، البسكويت، المكرونة، ومنتجات الألبان، بالإضافة إلى مصانع طباعة وتغليف متطورة.
مدينة سايلو فودز من الأقمار الصناعية
يمثل المشروع نقلة نوعية في قطاع التصنيع الغذائي المصري، حيث يعتمد على أحدث التقنيات في الإنتاج، ويهدف إلى توفير منتجات غذائية ذات جودة عالية بأسعار مناسبة، مع تحقيق اكتفاء ذاتي من السلع الأساسية.
كما أن المجمع يستهدف دعم منظومة التغذية المدرسية، من خلال توفير وجبات غذائية متكاملة للطلاب، مما يساهم في تحسين الصحة العامة للأطفال في مراحل التعليم المختلفة.
البنية التحتية.. دعم متواصل لنهضة السادات
لم تكن هذه المشروعات العملاقة لتتحقق دون تطوير شامل للبنية التحتية في المدينة، حيث شهدت السادات تحسينات كبيرة في شبكة الطرق، توسعة المحاور الرئيسية، وإنشاء محطة محولات كهربائية جديدة بقدرة 220/66/22 ك.ف لدعم المناطق الصناعية الجديدة. كما تم الانتهاء من المرحلة الأولى لمحطة تنقية المياه، لضمان توفير مصادر مائية مستدامة تخدم التوسعات الزراعية والصناعية.
مدينة السادات.. الحلم الذي بدأ بعاصمة إدارية وانتهى بمركز صناعي وزراعي
تثبت مدينة السادات يومًا بعد يوم أنها ليست مجرد مدينة صناعية، بل نموذج متكامل للتنمية الحديثة، حيث تتكامل فيها المشروعات الزراعية والصناعية والخدمية، لتشكل مركزًا اقتصاديًا ضخمًا. ومع استمرار تدفق الاستثمارات الجديدة، والتوسع في المشروعات الكبرى، تظل المدينة على طريق التحول إلى إحدى أهم مراكز النمو الاقتصادي في مصر، خاصة في مجال الصناعات الغذائية والإنتاج الزراعي، مما يعزز مكانتها كعاصمة الغذاء المصرية المستقبلية.
مدينة قها وإدفينا للصناعات الغذائية.. استثمار بـ20 مليار جنيه لدعم الأمن الغذائي
في إطار جهود الدولة لتعزيز الأمن الغذائي وتطوير قطاع الصناعات الغذائية، تم إطلاق مشروع مدينة قها وإدفينا للصناعات الغذائية في مدينة السادات بمحافظة المنوفية، باستثمارات تصل إلى 20 مليار جنيه، مما يجعله أحد أكبر المجمعات الصناعية الغذائية في الشرق الأوسط.
يأتي هذا المشروع نتيجة لدمج شركتي قها وإدفينا، وهما من أعرق الشركات المصرية في مجال الصناعات الغذائية، بهدف إنشاء كيان موحد قادر على المنافسة في الأسواق المحلية والدولية. يضم المجمع 9 مصانع متخصصة في إنتاج المعلبات والمجمدات الغذائية بمختلف أنواعها، معتمدًا على أحدث التقنيات العالمية في خطوط الإنتاج.
أعمال إنشاء المدينة من الأقمار الصناعية
من المتوقع أن يسهم هذا المشروع في توفير آلاف فرص العمل، وتعزيز قدرات مصر التصديرية في مجال الصناعات الغذائية، بالإضافة إلى تحقيق الاكتفاء الذاتي من العديد من المنتجات الغذائية الأساسية. يُعد هذا الاستثمار خطوة استراتيجية نحو تحويل مدينة السادات إلى مركز رئيسي للصناعات الغذائية في مصر.
كينجدوم السادات.. استثمار صيني ضخم في صناعة الكتان بمصر
في إطار تعزيز التعاون الاقتصادي بين مصر والصين وقعت شركة السويدي للتنمية الصناعية اتفاقية مع مجموعة كينجدوم هولدينجز الصينية لتخصيص مساحة 50 ألف متر مربع في مدينة “إندستريا السادات”، بهدف إنشاء منطقة حرة خاصة تضم أول مصنع للمجموعة في مصر. يُعد هذا المشروع استثمارًا بقيمة 60 مليون دولار، ويهدف إلى إنتاج 5000 طن من غزل الكتان سنويًا، مع مبيعات متوقعة تصل إلى 300 مليون دولار سنويًا. من المقرر أن يبدأ تشغيل المصنع في عام 2026، مما سيوفر أكثر من 500 فرصة عمل، ويعتمد على مكونات محلية بنسبة لا تقل عن 30%، مع تصدير كامل الإنتاج للأسواق العالمية. يأتي هذا المشروع تماشيًا مع رؤية الحكومة المصرية لمضاعفة صادرات المنسوجات والملابس بحلول عام 2026، وتعزيز مكانة مصر كوجهة استثمارية رائدة في قطاع الغزل والنسيج.
من حفل توقيع عقود مدينة الكتان الجديدة
مدينة مايديا الصناعية في السادات: استثمار صيني ضخم في قطاع الأجهزة المنزلية
في إطار تعزيز الاستثمارات الأجنبية في مصر، وضعت شركة Midea Electric مصر حجر الأساس لمجمع صناعي جديد في مدينة السادات. يُقام هذا المشروع على مساحة 220 ألف متر مربع، وباستثمارات تُقدر بحوالي 105 ملايين دولار، مما يرفع إجمالي استثمارات الشركة في مصر إلى 247 مليون دولار.
يهدف المجمع الصناعي الجديد إلى إنتاج مجموعة متنوعة من الأجهزة المنزلية، بما في ذلك الثلاجات والغسالات، مع خطة لزيادة نسبة المكون المحلي لتتراوح بين 50% و70%. من المتوقع أن يبدأ تشغيل المرحلة الأولى من المصنع في الربع الأول من عام 2025، بطاقة إنتاجية سنوية تصل إلى 1.1 مليون ثلاجة و650 ألف غسالة. كما يُخطط لتوجيه ما بين 40% و50% من الإنتاج للتصدير، مما يسهم في تعزيز الصادرات المصرية.
أعمال إنشاء مجمع مايديا الصناعي الجديد – صورة حصرية
يُعتبر هذا المشروع الثالث لشركة Midea في مصر، حيث بدأت استثماراتها في السوق المصري عام 2010 من خلال شراكتها مع شركة ميراكو، وتوسعت في عام 2020 بإنشاء مصانع في مدينة 6 أكتوبر والمنطقة الاقتصادية بقناة السويس لإنتاج أجهزة منزلية متنوعة تحت علامتي Midea وToshiba.
من المتوقع أن يوفر المجمع الصناعي الجديد حوالي 3900 فرصة عمل، مما يسهم في دعم الاقتصاد المحلي ونقل التكنولوجيا المتقدمة إلى مصر. يأتي هذا الاستثمار تأكيدًا على جاذبية السوق المصري وقدرته على استقطاب الاستثمارات الأجنبية المباشرة، خاصة في قطاع الصناعات التحويلية.
مصنع غبور أوتو لتجميع سيارات شانجان وهافال في مدينة السادات
تستعد شركة جي بي غبور أوتو لافتتاح مصنع جديد في مدينة السادات بمحافظة المنوفية، مخصص لتجميع وإنتاج سيارات علامتي شانجان وهافال. يُقام المصنع على مساحة إجمالية تبلغ 130,000 متر مربع، وباستثمارات تصل إلى 1.9 مليار جنيه مصري. يستهدف المصنع إنتاج حوالي 50,000 سيارة سنويًا في المرحلة الأولى، مع خطط لتوسيع الطاقة الإنتاجية مستقبلًا. من المتوقع أن يبدأ التشغيل الفعلي للمصنع في مطلع عام 2025، مما سيوفر حوالي 1,000 فرصة عمل للمهندسين والفنيين والعمال. يأتي هذا المشروع في إطار استراتيجية غبور أوتو لتعزيز التصنيع المحلي وتلبية احتياجات السوق المصري المتنامية للسيارات.
مصنع غبور اوتو بقدرة 50 ألف سيارة سنويًا
مشروع الاستصلاح الزراعي في السادات ضمن “مستقبل مصر”
تشهد مدينة السادات تطورًا ملحوظًا في مجال الاستصلاح الزراعي من خلال مشروع “مستقبل مصر”، الذي يهدف إلى تعزيز الأمن الغذائي والتوسع في الرقعة الزراعية. بدأ المشروع في السادات عام 2021 باستصلاح 15 ألف فدان، وارتفعت المساحة إلى 41 ألف فدان بحلول عام 2023، حيث تُزرع هذه الأراضي بمحاصيل الخضروات والفاكهة بالتعاون مع مستثمرين بارزين. يعتمد المشروع على أنظمة الري الحديث مثل الري المحوري والتنقيط لضمان الاستدامة المائية وزيادة الإنتاجية.
اقرأ أيضًا:
يأتي هذا المشروع ضمن خطة الدولة لاستصلاح 4.5 مليون فدان بحلول 2027، حيث يتكامل مع مشروعات التصنيع الزراعي لتوفير منتجات زراعية جاهزة للأسواق المحلية والعالمية، ما يساهم في تعزيز الاقتصاد الوطني وخلق فرص عمل جديدة في القطاع الزراعي والتصنيعي.
استصلاح صحراء السادات
محطة السادات للقطار السريع
تُعد محطة السادات واحدة من المحطات الرئيسية ضمن مشروع القطار الكهربائي السريع، حيث تخدم المدينة الصناعية والمناطق المجاورة، ما يسهم في تعزيز حركة النقل ودعم الأنشطة الاقتصادية. المحطة مصممة لتوفير وسائل تنقل حديثة ومريحة، مما يساهم في تقليل زمن الرحلات وتحسين الربط بين المناطق الحضرية والصناعية.
أعمال تنفيذ محطة قطارات مدينة السادات السريعة – اقمار ناعية بتاريخ فبراير 2025
الخط الأول للقطار السريع (الخط الأخضر)
يمتد الخط الأول للقطار السريع، المعروف بـ”الخط الأخضر”، بطول 660 كيلومترًا، ويربط بين العين السخنة ومرسى مطروح، مرورًا بالعاصمة الإدارية الجديدة، القاهرة، الجيزة، الإسكندرية، والعلمين الجديدة. يضم الخط 22 محطة، منها 10 محطات سريعة و12 محطة إقليمية، ويهدف إلى تقليل زمن الرحلات بين المدن الرئيسية وتعزيز التنمية السياحية والصناعية.
القطار المصري السريع
موعد التشغيل التجريبي
من المتوقع أن يبدأ التشغيل التجريبي للقطاع الأول من الخط الأخضر خلال الربع الأول من عام 2026، حيث سيكون بمثابة نقلة نوعية في أنظمة النقل داخل مصر، مما يوفر وسيلة مواصلات سريعة ومستدامة تربط بين المدن الساحلية والصناعية الكبرى.
نقلة نوعية
تواصل مدينة السادات تحقيق تقدم كبير في مجالات التصنيع، الزراعة، والبنية التحتية، مما يعزز من مكانتها كمركز اقتصادي واستثماري واعد. مع استمرار تنفيذ مشروعات الاستصلاح الزراعي وتوسعة الشبكة القومية للقطارات السريعة، تصبح المدينة نموذجًا متكاملًا للتنمية المستدامة في مصر. هذه المشروعات الطموحة لا تسهم فقط في تحقيق الاكتفاء الذاتي وزيادة الإنتاجية، بل توفر أيضًا فرص عمل جديدة، مما يدعم النمو الاقتصادي للمدينة ويعزز جاذبيتها للاستثمار المحلي والأجنبي.
سوق جملة السادات الجديد – على غرار سوق جملة العبور
نسخ الرابط
تم نسخ الرابط
قد يهمك أيضاً :-
- سعر Oppo Find N5 في مصر والسعودية.. بشاشة رئيسية 8.12 إنش وتردد 120Hz
- كيف تؤثر قرعة دوري الأبطال على ليفربول وأرسنال في سباق الدوري الإنجليزي؟
- قناة ON تعلن عرض مسلسل ”شباب امرأة” في رمضان 2025
- كريم فهمي يكشف تفاصيل شخصيته بمسلسل «وتقابل حبيب» في رمضان 2025
- واصفًا قتلى اليهود بالشهداء.. أفيخاي أدرعي يستشهد بحديث نبوي في غير موضعه
التعليقات