أنغام تكتب بصوتها أجمل حكايات العشق في عيد الحب

أنغام.. الاسم الذي لا يحتاج إلى تعريف، والصوت الذي يتجاوز حدود الزمن ليصل إلى القلوب بلا استئذان، في ليلة الحب من على مسرح المجمع الثقافي بأبو ظبي، كانت صوت مصر هي العيد والحكاية، ارتدت الأحمر، لكنه لم يكن مجرد لونٍ في فستان، بل لهبٌ يسري في نغمة، وشغفٌ يتجسدُ في امرأةٍ تُتقن السحر دون أن تُحاول، وكأنها احتفظت بسحر الجمال لنفسها، ثم وزعته نغمًا وضوءاً وورودًا على من حولها، في كل حفلةٍ، تعيد أنغام تعريف الإبهار، لتؤكد أنها ليست مجرد فنانة، بل حالةٌ موسيقية متفردة.

على المسرح، لم تكن تغني فحسب، بل كانت تنثر ورودًا من صوتها، تعيد ترتيب الفصول كيفما تشاء، تجعل الشتاء أكثر دفئًا، والليل أكثر إشراقًا، والحب أكثر جنونًا، أنغام لم تُغن للحب، بل كانت هي الحب.

رحلة بين القديم والجديد.. وصوت لا يقاوم

من اللحظة الأولى، كان واضحًا أن الليلة لن تكون عادية، فمنذ أن اعتلت المسرح، بدأ السحر، صوتها تدفق كالنهر، يأخذ جمهوره في رحلة عبر مكتبة موسيقية عامرة بالمشاعر، غنت صوت مصر “بعتلي نظرة” التي أشعلت الحضور، ليعلو التصفيق مع “هو انت مين” التي خطفت القلوب، ثم انتقل الجميع إلى حالة من العذوبة والرقي مع “قلبي معي”، وكأنها تعزف على أوتار مشاعرهم.

وعندما غنت “نجوم الليل وخليني شوية معاك”، تمايل الجمهور مع نغماتها، بينما حملتهم “متطمنة” إلى أجواء من الدفء والسكينة، لتعيد إليهم الحنين بـ “أساميك الكتيرة” التي غناها معها الحضور وكأنها نشيد للعشق، ومع “نفضل نرقص”، تحولت القاعة إلى موجة من الفرح، حيث لم يستطع أحد مقاومة الإيقاع النابض بالحياة.

لكن اللحظة الأعمق كانت مع “ياريتك فاهمني”، حين صمت الجميع ليستمعوا إلى إحساسها الذي لا مثيل له، وجاء الانفجار العاطفي مع “بتوصفني” و”حته ناقصة”، ثم جعلت العيون تدمع والقلوب تخفق في “لوحة باهتة”، وكأن كل شخص وجد نفسه في كلماتها، وقدمت “سيدي وصالك” التي أشعلت الحنين، بينما كانت “القلوب أسرار” درسًا جديدًا في فن الأداء والإحساس.

لقاء بين فنانة وجمهور يتنفسها

بينما يملك الفنان في حفله جمهورًا، كانت صوت مصر تملك شعبًا، لا يسمعها فقط، بل يتنفسها، يعرف ملامح صوتها كما يعرف نبض قلبه، يسافرُ إليها حيثما كانت، وفي كل حفلة، يهتف دائمًا: “بص شوف أنغام بتعمل إيه”، وكأنها معجزة متجددة لا تُكتشف مرةً واحدة، بل تُبهرهم في كل لقاءٍ أكثر من الذي سبقه.

نجاح الحفل لم يكن مفاجئًا، فهو امتداد طبيعي لمسيرةٍ تزداد بريقًا كل يوم، صوت مصر ليست فقط الفنانة الأكثر تألقًا في هذا العصر، بل الصوت الذي يصنع التاريخ ويرسم الحب بصوته، وفي هذه الليلة، لم يكن الحب مجرد مناسبة، بل كان صوتًا، وإحساسًا، ونبضًا، وكان اسم هذا النبض أنغام.

إن كان للحب صوت، فلن يكون سوى صوت أنغام، وإن كان للجمال تجسيد، فسيكون حضورها، وفي عيد الحب، لم تكن مجرد فنانة تقدم أغانيها، بل كانت سفيرة للحب، تحتضن مشاعر جمهورها، إذ أعادت تعريف الحب من جديد، جعلته أنغامًا تُعاش، ألحانًا تُرتل، ونغماتٍ تسكن القلب للأبد.

أنغام ليست مجرد فنانةٍ تُبدع، بل هي دهشة لا تنتهي، حيث لا شيء يُشبهها، وحيث أنت لا تشبه نفسك بعد أن تسمعها، والحقيقة الوحيدة التي باتت لا تقبل الجدل، هي أن لا شيء يستطيع منافسة أنغام إلا أنغام نفسها.

قد يهمك أيضاً :-

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *