تصريحات ترامب تفجّر موجة دعم غير مسبوقة للسيسي على مواقع التواصل الاجتماعي

أثار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب جدلًا واسعًا بتصريحاته الأخيرة حول مستقبل غزة، التي تحدَّث فيها عن ضرورة إخلاء القطاع من سكانه وإعادة بنائه بمخططات جديدة، بالإضافة إلى اقتراحه أن تستقبل مصر والأردن الفلسطينيين الذين سيتم تهجيرهم.

هذه التصريحات، التي جاءت ضمن لقاء مع وسائل إعلام أمريكية، فجَّرت موجة غضب واسعة في المنطقة، وأعادت ملف التوطين القسري إلى الواجهة.

دونالد ترامب ونتنياهو – أتلانتيك كونسل

تصريحات ترامب تعيد الدعم الشعبي للسيسي بقوة

بعد سنوات من الأزمة الاقتصادية والتضخم الذي أثَّر في معيشة المصريين، وأدى إلى تراجع التأييد الشعبي للرئيس عبد الفتاح السيسي، جاءت تصريحات ترامب لتحدث تحوُّلًا كبيرًا في المشهد.

المصريون، الذين ربما اختلفوا مع السياسات الاقتصادية في السنوات الأخيرة، وجدوا أنفسهم هذه المرة أمام خطر وجودي يمسُّ أمن بلادهم القومي، وهو ما دفعهم إلى أكبر موجة دعم شعبي للسيسي على مواقع التواصل الاجتماعي منذ سنوات.

دونالد ترامب – مصدر مفتوح

تفاعل شعبي غير مسبوق على مواقع التواصل

شهدت مواقع التواصل الاجتماعي في مصر موجة دعم هائلة للرئيس عبد الفتاح السيسي، حيث تفاعل الآلاف من المستخدمين مع تصريحات ترامب الأخيرة حول تهجير الفلسطينيين. اللافت في التفاعل أن العديد من المصريين الذين لم يكونوا بالضرورة مؤيدين للسيسي عبّروا عن دعمهم له في هذه اللحظة الفارقة، مؤكدين أن أمن البلاد يأتي قبل أي خلافات داخلية.

أحد المستخدمين كتب: “أنا وعيالي فداك رغم أني مش مؤيد لأي حد، لكن المؤامرة باتت واضحة، فإحنا معاك من أجل مصر”، بينما أشار آخر إلى أن الأزمة الحالية أظهرت معدن الشعب المصري الحقيقي، حيث يقف الجميع صفًا واحدًا وقت الأزمات.

آخرون عبّروا عن موقفهم قائلين: “لو أنا ضد السيسي بس ادام فيها أمريكا وإسرائيل، فإحنا تحت أمرك يا ريس”، فيما كتب مستخدم آخر: “كنا بنختلف في السياسة، لكن وقت الجد مصر أولًا.. مستحيل نسلمها”.

هذا التفاعل الضخم يعكس كيف أن الإحساس بالخطر الخارجي يعيد الاصطفاف الشعبي خلف القيادة السياسية، حيث أصبح واضحًا أن المصريين يرفضون بشكل قاطع أي محاولات للمساس بسيادة بلدهم أو فرض حلول تهدد أمنهم القومي.

لماذا عادت شعبية السيسي بهذا الزخم؟

السر وراء هذا الالتفاف الشعبي المفاجئ حول السيسي يمكن تلخيصه في عاملين أساسيين:

1.إحساس المصريين بالخطر: فكرة تهجير الفلسطينيين إلى سيناء تمثل تهديدًا مباشرًا للأمن القومي المصري، وهو ما يدركه المواطن العادي قبل السياسي.

2.موقف الدولة الحاسم: القيادة المصرية أكدت منذ بداية الحرب على غزة أنها لن تسمح بأي شكل من أشكال التهجير القسري، وهو ما أعاد ثقة المصريين في أن الدولة تحمي حدودها ومصالحها القومية.

ماذا قال ترامب في تصريحاته المثيرة للجدل؟

تصريحات ترامب التي أشعلت هذا الجدل كانت مباشرة وصادمة، حيث قال إن أمريكا ستسيطر على غزة وتعيد بناءها، مشيرًا إلى أن الفلسطينيين “سيودّون بشدة مغادرة غزة” لأنهم “ليس لديهم بديل”، وأضاف أنه ناقش مع بنيامين نتنياهو كيفية القضاء على حماس، كما أكد أن عدة دول عربية ستنضم قريبًا إلى اتفاقيات إبراهيم.

هل يتغير المشهد السياسي بعد هذه الأزمة؟

من الواضح أن تصريحات ترامب لم تؤدِ فقط إلى توتر دبلوماسي، بل أحدثت تحوّلًا كبيرًا في المزاج الشعبي داخل مصر، المشهد الذي كان مليئًا بالانتقادات الداخلية خلال السنوات الأخيرة تغيّر فجأة ليصبح أكثر اصطفافًا خلف القيادة السياسية، خاصة مع ازدياد الوعي بأن الرهان على الاستقرار أهم من أي خلافات داخلية.

السيسي ردا على ترامب: تهجير الفلسطينيين ظلم لن نشارك فيه

في رد حاسم على التصريحات المثيرة للجدل التي أطلقها الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب بشأن إعادة تشكيل غزة وتهجير سكانها إلى مصر والأردن، أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أن مصر ترفض تمامًا أي محاولات لفرض التهجير القسري على الشعب الفلسطيني، مشددًا على أن ذلك يمثل ظلمًا لا يمكن لمصر أن تتورط فيه بأي شكل من الأشكال.

مصر تلتزم بالسلام وحل الدولتين

الرئيس السيسي أشار إلى أن مصر عازمة على العمل مع ترامب من أجل التوصل إلى سلام منشود قائم على حل الدولتين، وهو ما يتماشى مع الموقف المصري الثابت في دعم الحقوق الفلسطينية ورفض أي حلول لا تضمن دولة فلسطينية مستقلة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.

رسالة واضحة من السيسي: الأمن القومي المصري خط أحمر

وفي تحذير صريح، شدد السيسي على أن ما يتردد حول تهجير الفلسطينيين خارج أرضهم لا يمكن التساهل معه أو السماح به، نظرًا لما يمثله من تهديد مباشر للأمن القومي المصري، هذه التصريحات تأتي في وقت تصاعدت فيه المخاوف من وجود ضغوط دولية لفرض حلول غير عادلة على حساب دول الجوار، وهو ما ترفضه مصر بشكل قاطع.

ردود فعل قوية على تصريحات ترامب

تصريحات ترامب، التي تحدث فيها عن رغبة الفلسطينيين في مغادرة غزة وإمكانية استقبالهم في مصر والأردن، قوبلت برفض شعبي ورسمي واسع، حيث اشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي بموجة دعم غير مسبوقة للرئيس السيسي، مؤكدين أن المصريين على اختلاف توجهاتهم متحدون في رفض أي مساس بالسيادة المصرية.

اقرأ أيضًا:

مصر تتمسك بموقفها التاريخي

الموقف المصري لم يكن جديدًا، بل يأتي امتدادًا لموقف ثابت تاريخيًا برفض أي مشاريع توطين للفلسطينيين خارج أراضيهم، القيادة المصرية كانت واضحة منذ بداية الحرب على غزة في أن أي محاولة لفرض التهجير القسري مرفوضة تمامًا، وأن الاستقرار الإقليمي لا يمكن تحقيقه إلا بحل عادل وشامل للقضية الفلسطينية.

لا مساس بالثوابت المصرية وموقفها الثابت

تصريحات الرئيس عبد الفتاح السيسي الأخيرة جاءت لتغلق الباب أمام أي تكهنات حول الموقف المصري من مقترحات تهجير الفلسطينيين، ولتؤكد أن مصر لن تكون طرفًا في أي حلول غير عادلة، والقيادة المصرية شددت مرارًا على أن سيناء ليست للبيع ولن تكون بديلًا لغزة، وأن مصر لن تقبل بأي شكل من الأشكال مخططات التوطين التي يحاول البعض فرضها.

ومع تصاعد الأزمة، يبدو أن المصريين، رغم خلافاتهم الداخلية، متحدون أكثر من أي وقت مضى خلف هذا الموقف الوطني، ومع هذا الموقف الحاسم، تتجه الأنظار الآن إلى كيفية تعامل المجتمع الدولي مع الأزمة المتفاقمة في غزة، وما إذا كانت هناك إرادة حقيقية للوصول إلى سلام عادل ودائم، أم أن الضغوط ستستمر لمحاولة فرض واقع جديد بالقوة

نسخ الرابط
تم نسخ الرابط

قد يهمك أيضاً :-

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *