تتجه أنظار قطاع الصناعات الجلدية في مصر نحو مشروع طموح، إذ كشفت مصادر مطلعة عن دراسة تحالف استثماري ثلاثي يضم مصر وتركيا والصين، بقيادة شركة “فابريكة” المتخصصة في الصناعات الجلدية، لإنشاء مجمع صناعي باستثمارات تقدر بـ 200 مليون جنيه مصري.
ويهدف المشروع إلى تعزيز قطاع الجلود المصري، ورفع قدراته الإنتاجية والتصديرية
يأتي هذا المشروع في إطار رؤية استراتيجية تسعى إلى تحويل مصر إلى مركز إقليمي للصناعات الجلدية، مستفيدة من الموقع الجغرافي المميز كبوابة للأسواق الأفريقية، وتوافر العمالة الماهرة والتكاليف التنافسية للإنتاج.
اقرأ أيضا..
ووفقًا لتصريحات محمد مهران، رئيس شعبة الجلود بغرفة القاهرة التجارية ورئيس شركة فابريكة، فإن المشروع سيتم تمويله بالتساوي بين الأطراف الثلاثة، بحيث تكون حصة كل طرف 33.3% من إجمالي الاستثمارات.
وأشار مهران إلى أن التحالف يخطط للبدء في أعمال الإنشاءات والتجهيزات بحلول العام المقبل، حيث يشمل المشروع إنشاء خطوط إنتاج متطورة باستخدام أحدث التقنيات العالمية في مجال تصنيع الجلود.
يجري التحالف حاليًا مفاوضات مع الجهات الحكومية للحصول على قطعة أرض مناسبة في إحدى المناطق الاقتصادية المتخصصة، مثل الروبيكي أو المناطق الصناعية بمحور قناة السويس. وتستهدف المفاوضات الحصول على مزايا استثمارية تشمل الإعفاءات الضريبية، وتسهيلات جمركية، ودعماً لوجستياً، مما يسهم في تقليل التكاليف وتعزيز القدرة التنافسية للمنتجات.
أوضح مهران أن المستثمرين الأتراك والصينيين قاموا بزيارات متعددة لمصر لتقييم المناخ الاستثماري، وأبدى الجانبان إعجابًا كبيرًا بالمزايا التي توفرها السوق المصرية، خاصةً فيما يتعلق بوفرة المواد الخام، وسهولة الوصول إلى الأسواق العالمية، والبنية التحتية المتطورة التي تشمل موانئ ومناطق صناعية متخصصة.
من المتوقع أن يسهم المشروع في زيادة حجم الصادرات المصرية من المنتجات الجلدية، خاصةً إلى الأسواق الأوروبية والأفريقية، ويستهدف التحالف تصدير نحو 70% من إنتاجه إلى الخارج، مما سيحقق عائدات بالعملة الصعبة ويعزز الميزان التجاري.
بالإضافة إلى ذلك، سيوفر المشروع مئات فرص العمل المباشرة وغير المباشرة، مع التركيز على تدريب العمالة المحلية لاكتساب مهارات حديثة في تصنيع الجلود باستخدام التكنولوجيا المتقدمة.
يأتي هذا المشروع كجزء من خطة أوسع لجذب الاستثمارات الأجنبية المباشرة، ودعم قطاع الصناعات التحويلية، وزيادة القيمة المضافة للصناعات المحلية، ويعكس المشروع ثقة المستثمرين الدوليين في الاقتصاد المصري، خاصةً في ظل الإصلاحات الاقتصادية والجهود الحكومية لتحسين مناخ الاستثمار وتطوير البنية التحتية.
يعد نقل التكنولوجيا أحد الأهداف الرئيسية للتحالف، حيث سيتم إدخال تقنيات متطورة في تصنيع الجلود تساهم في تحسين جودة المنتجات وتقليل الفاقد من المواد الخام، كما سيتضمن المشروع تعاونًا مع مؤسسات بحثية وتعليمية مصرية لتطوير مهارات العاملين وضمان استدامة الصناعة.
يتماشى هذا المشروع مع أهداف رؤية مصر 2030 التي تركز على تعزيز مساهمة القطاع الصناعي في الناتج المحلي الإجمالي، وتنويع الاقتصاد، وزيادة الصادرات، كما يعكس التعاون الثلاثي نجاح السياسة المصرية في جذب الاستثمارات من دول ذات خبرات صناعية متقدمة مثل تركيا والصين.
وبالنظر إلى حجم المشروع وتأثيره المتوقع، فإنه يمثل خطوة مهمة نحو تعزيز مكانة مصر كواحدة من الدول الرائدة في صناعة الجلود على مستوى العالم.
نسخ الرابط
تم نسخ الرابط